"ثم اعلم أيها المريد أن #السريان مراتب، فسريان #السر ظاهر باسم الجلالة واسم الجلالة سرى في أسمائه الحسنى وأسماؤه سرت في صفاته وصفاته في أفعاله وأفعاله في أحكامه وأحكامه في أكوانه فهو الحقيقة التي يقوم بها العالم والمعبّر عنها باللاهوت، فهو تنزل في محل الظهور بعالم الممکنات يسعك ولا تسعه وتحمله ولا يحملك.
السريان كاف كأنك تراه، لها مركز وإحاطة #فمركزها الإنسان الكامل وإحاطتها في الإمكان عوالم الأكوان، أو قل #مركزها الشجرة الزيتونة وإحاطتها #المشكاة و #المصباح و #الزجاجة.
السريان سر الساري ومظهر الباري الذي "ليس كمثله شيء" حتى تراه به فهو أثر السر ورداؤه، به ظهر الحق للعالم وبه استتر عنه ليس له استلال وإنما نظرة وإجلال.
فمن علت همته وصفت نيته ولم يقف مع الرسم، كُشف له #السريان ففهم "فأينما تولوا فثم وجه الله" و "كل شيء هالك إلا وجهه"
السريان هو ذلك النفس #الرحماني العمائي الذي وسع الكثرة الأسمائية والصفاتية وآثارها فنقلها من العدم إلى الوجود.
فهو #حضرة تقوم بها الصور كما تقوم الشجرة بالماء، الماء واحد لا يتعدد والزهر ألوان، كذا السريان #واحد والموجودات أنواع ، فالسريان روح الكون البسيط وجوهر الصور التي تتبدل أعراضها فالصور الكونية إذن مظاهر السريان وشؤونه وأحكامه."