فضل الذكر المأذون في الطريقة الكركرية الشاذلية العلية
مرسل: الثلاثاء 27 ديسمبر 2022
● يقول الله تعالى في كتابه العزيز :
﴿ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب :41-44] .
﴿ في فضل الذكر المأذون ﴾
﴿ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴾
وصلّى اللهُ وسلَّم وباركَ على سَيِّدنا محمد المُصطفى الأمين وعلى آله وصحبِه أجمعين ؛
• يقولُ شيخُنا العارفُ بالله سيّدُنا مُحمَّد فَوْزي الكركري قدَّسَ اللهُ سِرَّهُ الشَّريف :
• لمّا كان الذكر ُمنشورَ الوِلاية ، وبابَ الإرتقاءِ إلى مِنَصّةِ الهداية ، والسببَ في استجلاب الأنوار ونفيِ العماية ، ولمّا كان الذكرُ عندنا هو طريقُ اللهِ الأعظم الذي من مشى فيه وصلَ ومن سلكهُ اتّصلَ ، ومن مُنِعَهُ انعزلَ وانفصلَ ، ولقد قال جدُّنا صلى الله عليه وسلم : " ألا أُنبِّؤُكُم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعُها في درجاتكم ، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهب والورق ، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم " قالوا بلى ، قال : " ذِكرُ الله تعالى"، قال مُعاذ بن جبل رضي الله عنهُ : " ما شيءٌ أنجى من عذاب الله من ذِكرِ الله " (جامع الترمذي : رقم الحديث=3324).
• قُمنا بوضع هذه الأوراد في هذا الكتاب حتى نجمعَ شملَ المريد على ذكر الله ، فلا يتشتتُ في ميدان الأذكار المُتّسِعة ، فلا يدري أيُّ طريقٍ له فيه المنفعة ، فخواصُّ الأذكارِ كخواصِّ الدّواءِ ، فما يشفي عُضواً قد يضُرُّ آخرَ ، ولكل داءٍ دواءٌ يصِفُهُ الطبيبُ لمريضهِ فافهَمْ .
• فوجبَ على العبدِ المُداومةُ على أورادِهِ ، لأنَّ الأورادَ عندنا تكشِفُ للمُريدِ عن أوّل أستارِ الحُجُبِ ، فالوِردُ وِدٌّ والوِدُّ أوّلُ مِنصّةٍ في منازل السائرين ، وأقولُ لِمن ضاقَتْ مدارِكُهُ ما قالهُ شيخُ مشايخنا سيدي أحمد زرّوق رضيَ الله عنهُ في قواعِدِه :
• "إنَّ بساطَ الشريعة قاضٍ بجوازِ الأخذ بما اتّضَح معناه ُمن الأذكار والأدعية وإن لم يَصِحَّ روايةً ، كما نبّه ابنُ العربي في السراج وغيرُهُ ؛ وجاءت أحاديثُ في تأثير الدعاء الجاري على لسان العبد والمنبعثِ من هِمَّتِهِ حتى أدخلَ مالِكٌ رحِمَهُ الله في موَطَّئِهِ في باب دعائه صلى الله عليه وسلم قولَ أبي الدرداء : (نامت العيونُ وهدأت الجفون ُولم يبق إلا أنت يا حي ُّيا قيّوم) ؛ وقال صلى الله عليه وسلم للذي دعا بـ : إني أسألك بأنك الله الأحدُ الصمدُ ....الخ، (لقد دعوتَ باسمِه الأعظمِ) .
وكذا قالَ للذي دعا بـ : (يا ودودُ ، يا ودودُ ، يا ذا العرش المجيدِ) ، إلى غير ذلك .
• فدَلَّ على أن كُلَّ واضحٍ مُستَحْسَنٍ في ذاته يحسُنُ الأخذُ به ، سِيَما إن ٱستندَ لأصلٍ شرعي ، كرؤيا صالحٍ أو إلْهامٍ ثابتِ المزيَّةِ كأحزاب الشاذلي والنووي ونحوِهِما : (قواعد التصوف للشيخ أبي العباس زروق الفاسي ).
• كما أنّ هذه الأوراد تهذِّبُ المريدَ على مُستوى النفسِ والروح ِوالسّرِّ ، وتجعلُهُ مؤهّلاً لدخولِ حضرةِ الحقِّ ، فهذه شجرةٌ طيِّبةٌ نقومُ بغرسها ، تبسُط على المستظِلِّ تحتها بركَتها ، ويجني القاطِفُ من أنوارها ثمرَتَها ، فرحِمَ اللهُ عبداً نظرَ إليها بِعَيْنِ التعظيمِ ، وهدى اللهُ عبداً نظرَ إليها بعين التنقيصِ ، إذْ ليسَ فيها إلا ذكرُ اللهِ ، ولو لم يربَح العبدُ منها إلّا تحريكَ اللِّسانِ بالسجود والركوع في ذكر المحبوبِ لكَفى.
• واعلَمْ أنّ الذكرَ عندنا خاصٌّ وعامٌّ ، فالعامُّ ثمرتُهُ الأجورُ ، والخاصُّ ثمرتُهُ النُّورُ ، ولا يُؤخذُ النورُ إلا من أهلِ النورِ المُتَّصِلةِ قلوبُهُمْ بالنبِيِّ المعصومِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فاللّبيبُ هو الذي يجمعُ بين الذكر العام والخاصِّ ، حتى يدخُلَ حضرةَ الإختصاصِ .
• فيا أيُّها المُحِبُّ المشتاقُ ، هلُمَّ إلينا حتى نسقيَكَ من خَمْرِ المحبّةِ بكيزانِ الأنوارِ المُحمَّديةِ حتى تعرِفَ حقيقةَ الذكرِ ويكشِفُ لكَ المذكورُ بابَ التعرُّفِ عليهِ ويكونُ لِكُلِّ ذرَّةٍ فيكَ لِسانٌ يَذكُرُ الحقَّ وبُمَجِّدُهُ.
• فارتأيتُ ان أسوقَ إليك بعضَ نفحاتِ الدَّهر علَّك يتعطّرُ بها حينُك وتُمسِك بها زِمامَ أمرِك فيما تعيشُه من أيامٍ وحتى تخدُم حديثَ الحبيب عليه الصلاة والسلام من بابِ تعميرِ الأوقاتِ بالذّكر في نسائم ايام ربنا المباركة ، اذ يقولُ عليه الصلاة والسلام : " إن لِربّكم في أيام دهرِكُم نَفَحاتٍ ، فتعرَّضوا لها لعَلَّ احدَكم ان يصيبَه منها نفحةٌ لا يشقى بعدها ابداً " .
• وكُلُّ ذكرٍ أسوقُه لك إنما هو ذكرٌ مأذونٌ مختومٌ من الحضرة ، لا من هوى نفسي أو خيالٍ أو أحلامٍ أو تأوُّلاتٍ من كُتب القوم ، وإنما تجديدٌ لما يصلُح للأوقات في زمنِنا هذا ، فالمُجدِّدُ لأمرِ الدّين هو قلبُ الحقيقةِ التي تتنزَّلُ به مصالحُ العبادِ في العاجلِ والآجلِ ، فخُذ ما آتيتُكَ بقوَّة اليقينِ فينا والتسليمِ لنا علَّكَ تقتربُ خُطوةً فنتقربُ لك بها ذراعاً .
• وكلُّ ذكرٍ من هذه الأذكار المُباركات إذا لم تكن في حُضُورِنا فأضِفْ لها في آخرها سجوداً بالحمدِ والشُّكر قيْدَ دورةِ سُبحةٍ : أي مائةَ مرةٍ حتى تجبُرَ بها شيئاً من الغفلة عنَّا يا مِسكين !
﴿ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب :41-44] .
﴿ في فضل الذكر المأذون ﴾
﴿ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴾
وصلّى اللهُ وسلَّم وباركَ على سَيِّدنا محمد المُصطفى الأمين وعلى آله وصحبِه أجمعين ؛
• يقولُ شيخُنا العارفُ بالله سيّدُنا مُحمَّد فَوْزي الكركري قدَّسَ اللهُ سِرَّهُ الشَّريف :
• لمّا كان الذكر ُمنشورَ الوِلاية ، وبابَ الإرتقاءِ إلى مِنَصّةِ الهداية ، والسببَ في استجلاب الأنوار ونفيِ العماية ، ولمّا كان الذكرُ عندنا هو طريقُ اللهِ الأعظم الذي من مشى فيه وصلَ ومن سلكهُ اتّصلَ ، ومن مُنِعَهُ انعزلَ وانفصلَ ، ولقد قال جدُّنا صلى الله عليه وسلم : " ألا أُنبِّؤُكُم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم ، وأرفعُها في درجاتكم ، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهب والورق ، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم " قالوا بلى ، قال : " ذِكرُ الله تعالى"، قال مُعاذ بن جبل رضي الله عنهُ : " ما شيءٌ أنجى من عذاب الله من ذِكرِ الله " (جامع الترمذي : رقم الحديث=3324).
• قُمنا بوضع هذه الأوراد في هذا الكتاب حتى نجمعَ شملَ المريد على ذكر الله ، فلا يتشتتُ في ميدان الأذكار المُتّسِعة ، فلا يدري أيُّ طريقٍ له فيه المنفعة ، فخواصُّ الأذكارِ كخواصِّ الدّواءِ ، فما يشفي عُضواً قد يضُرُّ آخرَ ، ولكل داءٍ دواءٌ يصِفُهُ الطبيبُ لمريضهِ فافهَمْ .
• فوجبَ على العبدِ المُداومةُ على أورادِهِ ، لأنَّ الأورادَ عندنا تكشِفُ للمُريدِ عن أوّل أستارِ الحُجُبِ ، فالوِردُ وِدٌّ والوِدُّ أوّلُ مِنصّةٍ في منازل السائرين ، وأقولُ لِمن ضاقَتْ مدارِكُهُ ما قالهُ شيخُ مشايخنا سيدي أحمد زرّوق رضيَ الله عنهُ في قواعِدِه :
• "إنَّ بساطَ الشريعة قاضٍ بجوازِ الأخذ بما اتّضَح معناه ُمن الأذكار والأدعية وإن لم يَصِحَّ روايةً ، كما نبّه ابنُ العربي في السراج وغيرُهُ ؛ وجاءت أحاديثُ في تأثير الدعاء الجاري على لسان العبد والمنبعثِ من هِمَّتِهِ حتى أدخلَ مالِكٌ رحِمَهُ الله في موَطَّئِهِ في باب دعائه صلى الله عليه وسلم قولَ أبي الدرداء : (نامت العيونُ وهدأت الجفون ُولم يبق إلا أنت يا حي ُّيا قيّوم) ؛ وقال صلى الله عليه وسلم للذي دعا بـ : إني أسألك بأنك الله الأحدُ الصمدُ ....الخ، (لقد دعوتَ باسمِه الأعظمِ) .
وكذا قالَ للذي دعا بـ : (يا ودودُ ، يا ودودُ ، يا ذا العرش المجيدِ) ، إلى غير ذلك .
• فدَلَّ على أن كُلَّ واضحٍ مُستَحْسَنٍ في ذاته يحسُنُ الأخذُ به ، سِيَما إن ٱستندَ لأصلٍ شرعي ، كرؤيا صالحٍ أو إلْهامٍ ثابتِ المزيَّةِ كأحزاب الشاذلي والنووي ونحوِهِما : (قواعد التصوف للشيخ أبي العباس زروق الفاسي ).
• كما أنّ هذه الأوراد تهذِّبُ المريدَ على مُستوى النفسِ والروح ِوالسّرِّ ، وتجعلُهُ مؤهّلاً لدخولِ حضرةِ الحقِّ ، فهذه شجرةٌ طيِّبةٌ نقومُ بغرسها ، تبسُط على المستظِلِّ تحتها بركَتها ، ويجني القاطِفُ من أنوارها ثمرَتَها ، فرحِمَ اللهُ عبداً نظرَ إليها بِعَيْنِ التعظيمِ ، وهدى اللهُ عبداً نظرَ إليها بعين التنقيصِ ، إذْ ليسَ فيها إلا ذكرُ اللهِ ، ولو لم يربَح العبدُ منها إلّا تحريكَ اللِّسانِ بالسجود والركوع في ذكر المحبوبِ لكَفى.
• واعلَمْ أنّ الذكرَ عندنا خاصٌّ وعامٌّ ، فالعامُّ ثمرتُهُ الأجورُ ، والخاصُّ ثمرتُهُ النُّورُ ، ولا يُؤخذُ النورُ إلا من أهلِ النورِ المُتَّصِلةِ قلوبُهُمْ بالنبِيِّ المعصومِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فاللّبيبُ هو الذي يجمعُ بين الذكر العام والخاصِّ ، حتى يدخُلَ حضرةَ الإختصاصِ .
• فيا أيُّها المُحِبُّ المشتاقُ ، هلُمَّ إلينا حتى نسقيَكَ من خَمْرِ المحبّةِ بكيزانِ الأنوارِ المُحمَّديةِ حتى تعرِفَ حقيقةَ الذكرِ ويكشِفُ لكَ المذكورُ بابَ التعرُّفِ عليهِ ويكونُ لِكُلِّ ذرَّةٍ فيكَ لِسانٌ يَذكُرُ الحقَّ وبُمَجِّدُهُ.
• فارتأيتُ ان أسوقَ إليك بعضَ نفحاتِ الدَّهر علَّك يتعطّرُ بها حينُك وتُمسِك بها زِمامَ أمرِك فيما تعيشُه من أيامٍ وحتى تخدُم حديثَ الحبيب عليه الصلاة والسلام من بابِ تعميرِ الأوقاتِ بالذّكر في نسائم ايام ربنا المباركة ، اذ يقولُ عليه الصلاة والسلام : " إن لِربّكم في أيام دهرِكُم نَفَحاتٍ ، فتعرَّضوا لها لعَلَّ احدَكم ان يصيبَه منها نفحةٌ لا يشقى بعدها ابداً " .
• وكُلُّ ذكرٍ أسوقُه لك إنما هو ذكرٌ مأذونٌ مختومٌ من الحضرة ، لا من هوى نفسي أو خيالٍ أو أحلامٍ أو تأوُّلاتٍ من كُتب القوم ، وإنما تجديدٌ لما يصلُح للأوقات في زمنِنا هذا ، فالمُجدِّدُ لأمرِ الدّين هو قلبُ الحقيقةِ التي تتنزَّلُ به مصالحُ العبادِ في العاجلِ والآجلِ ، فخُذ ما آتيتُكَ بقوَّة اليقينِ فينا والتسليمِ لنا علَّكَ تقتربُ خُطوةً فنتقربُ لك بها ذراعاً .
• وكلُّ ذكرٍ من هذه الأذكار المُباركات إذا لم تكن في حُضُورِنا فأضِفْ لها في آخرها سجوداً بالحمدِ والشُّكر قيْدَ دورةِ سُبحةٍ : أي مائةَ مرةٍ حتى تجبُرَ بها شيئاً من الغفلة عنَّا يا مِسكين !