وثيقة سيدي احمد العلوي رضي الله عنه في مشيخة جد شيخنا مولاي الطاهر الكركري

[وليد الايوبي الكركري]

[media][/media]من كلام المتقنين المتفننين:
شرح موثق للشهادة العلوية الحضرة الكركرية:
لا شك ان علم التوثيق هو علم من علوم التاريخ لحفظ المعلومات وتنسيقها وتبويبها وترتيبها وإعدادها لجعلها مادة أولية للبحث والفائدة كما أنه حفظ للأحداث التاريخية ونقلها من الماضي إلى الحاضر ثم إلى المستقبل.
ولا شك ان مسألة التوثيق عند السادة الصوفية إنما تعتمد على القلب في سلسلة نورانية قلبا عن قلب الى سيد الوجود مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن مسألة الوصية كانت حاضرة منذ بداية العهد النبوي كما يروي البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنمها قال " لَمَّا حُضِرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ، وفي البَيْتِ رِجَالٌ فيهم عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، قالَ: هَلُمَّ أكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، قالَ عُمَرُ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَلَبَهُ الوَجَعُ وعِنْدَكُمُ القُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، واخْتَلَفَ أهْلُ البَيْتِ واخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَن يقولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ، ومِنْهُمْ مَن يقولُ ما قالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أكْثَرُوا اللَّغَطَ والِاخْتِلَافَ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: قُومُوا عَنِّي. قالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، فَكانَ ابنُ عَبَّاسٍ يقولُ: إنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ ما حَالَ بيْنَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبيْنَ أنْ يَكْتُبَ لهمْ ذلكَ الكِتَابَ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ ولَغَطِهِمْ."
فالاذن وإن كان من الأذن أي مسموعا لكن دأب اهل الله على الوصية حتى يتم أمر الله كاملا
وإن كان اللاحق يُضهر السابق فيتبين الصادق من المدعي ويخبر الشيخ الذي يُكتب له الظهور والتمكين عن السلسلة الحقيقية ويثبت به الله اسماء من سبقه.
والطريقة الكركرية هي ولا شك في ذلك علوية درقاوية شاذلية فنسبها الروحي إنما امتداد للزيتونة المباركة العلوية في شجرة الولاية لذلك كان لزما كما انه قد اظهر المولى نورها في الآفاق من حيث المعنى في اتصال السند من القلب الى القلب أن يظهر حسا أيضا من خلال الوصية التي كتبها الشيخ سيدي مصطفى بن عليوة المشهور بالشيخ العلوي صاحب الطريقة العلوية يومه 22 رمضان الابرك عام 1348 هـ إملاء يذكر فيها أنه قد حاز المشيخة لسيدي مولاي الطاهر سواء في مستغانم أو الزاوية بتمسمان وهذا ما نجد يؤكده الحاج عده بن تونس في كتاب الروضة السنية في المآثر العلاوية في ترجمة الشيخ مولاي الطاهر الكركري بل تحكي الروايات أن المهدي بن تونس كان من فقراء مولاي الطاهر الكركري وقد أخذ عنه العهد خفية اثناء زيارة انسابه بمنطقة الريف.
ونحن نقدم هذه الوثيقة التي تتكلم عن حقيقة نعيشها اليوم فنحن لا نضرب في سند آخر وانما فقط نبرز ما استودع المولى من حقيقة في سند الطريبة الكركرية توثيقا بالاوراق وروحا بالأنوار التي بلغت حد التواتر بين كل جنسيات العالم من شتةدى البقاع وبمختلف اللغات أن السند نور يشع في القلوب به يعرف المولى جل وأن من لا نور له لا طريق له.
وهذا نص وثيقة حررها الإمام الاستاذ سيدي احمد العلوي رضي الله عنه شيخ الطريقة العلوية ومؤسسها في إيداع المشيخة والوراثة والتربية لسيدي مولاي الطاهر جد شيخنا وشيخ شيخه ومنه السند والسلسة إلى مولانا الشيخ قدس الله سره وهذا نص الرسالة:
الزاوية العلوية
بحاضرة مستغانم
بالقطر الجزائري
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
مستغانم في ٢٢ رمضان ١٣٤٨
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الجناب الاعز والصوفي المعتز فضيلة الشيخ سيدي الطاهر بن مولاي الطيب طيب الله ذكركم وعطر نشركم والسلام عليكم وعلى أهل دائرتكم ومن حولكم من المحبين خصوصا اهل الزاوية
سيدي الطاهر ابن سيدي مولاي الطيب فلقد حزت لكم المشيخة في الزاوية الكائنة بتمسمان التي اورثناها من جدكم سيدي محمد بن قدور فهذه بضاعتكم قد ردت إليكم ولك الاذن الخاص في تربية الفقراء ولا شك في ذلك ، فالزاوية في مستغانم والأخرى في تمسمان عمد سيدي الطاهر واليه يرجع الأمر كله والله الموفق والمستعان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حرر في مستغانم يوم ٢٢ رمضان سنة ١٣٤٨
من إملاء مولانا الشيخ الاستاذ رضي الله عنه
وعليكم جزيل السلام من كاتبكم محمد ابن البشير الجريدر لطف الله به آمين.